00:06 - 00:11
"مسلسلات NETFLIX الوثائقية الأصلية"
00:20 - 00:22
منذ 50 عاماً فحسب،
00:23 - 00:26
غامرنا أخيراً بالوصول إلى القمر.
00:40 - 00:42
لأول مرة على الإطلاق،
00:42 - 00:45
ننظر إلى كوكبنا.
00:53 - 00:58
منذ ذلك الحين، تجاوز عدد البشر الضعف.
01:04 - 01:08
ستحتفي هذه السلسلة بعجائب الطبيعة الباقية،
01:09 - 01:12
وتكشف عما يجب أن نحافظ عليه
01:12 - 01:16
للتأكّد من ازدهار الناس والطبيعة.
01:47 - 01:48
تُصاب بالهلع.
01:52 - 01:56
تطاردها الحيتان القاتلة الكاذبة.
02:13 - 02:16
الدلافين أسرع في الاندفاعات القصيرة.
02:25 - 02:27
لكن الحيتان التي تطاردها تمتلك قدرة تحمّل.
02:37 - 02:39
ومع اقتراب الحيتان القاتلة منها،
02:41 - 02:45
تسلك الدلافين منعطفاً مفاجئاً
لتتفادى الحيتان المفترسة.
02:59 - 03:03
هذه الأحداث المذهلة تقع بعيداً عن اليابسة،
03:04 - 03:06
حيث لا يغامر الكثيرون منّا بالذهاب.
03:10 - 03:14
هذا هو المحيط بعيداً عن حدود أي دولة.
03:15 - 03:19
بلا رقابة وجامح ولا يخضع إلى قانون.
03:19 - 03:25
"أعالي البحار"
03:34 - 03:38
لا شيء يمثّل علاقتنا بأعالي البحار
03:38 - 03:41
أفضل من الحوت الأزرق.
03:48 - 03:52
يفوق وزنه 200 طن ويصل طوله إلى 30 متراً،
03:52 - 03:56
وهي تُعدّ أضخم حيوانات في الوجود.
03:57 - 04:01
ومع ذلك، يظلّ جزء كبير من حياتها
غامضاً بالنسبة إلينا.
04:07 - 04:10
تعيش الحيتان الزرقاء بعيداً عن البحار،
04:12 - 04:16
وتطوف كل محيط من خطّ الاستواء
حتى القطبين.
04:22 - 04:24
اكتشفنا مؤخّراً فحسب
04:24 - 04:29
بعض الأماكن المميّزة
حيث تقترب فيها من الشاطئ.
04:35 - 04:37
خليج "كاليفورنيا"،
04:40 - 04:42
على ساحل "المكسيك" على المحيط الهادئ.
04:58 - 05:02
هذا ملاذ للحيتان الزرقاء.
05:17 - 05:21
تعرّفوا على أكبر وليدة في العالم.
05:24 - 05:25
صغيرة الحوت الأزرق.
05:27 - 05:28
عمرها شهر واحد فقط،
05:29 - 05:34
طولها بالفعل 8 أمتار ووزنها 6 أطنان.
05:37 - 05:40
تحميها أمّها بزعنفة حماية.
05:45 - 05:50
تربت إحداهما على الأخرى،
معتزّتان بالرابط القوي بينهما.
05:53 - 05:56
هذه أكثر اللقطات حميميةً
التي تمّ تصويرها على الإطلاق
05:57 - 06:00
لأمّ حوت أزرق وصغيرتها.
06:19 - 06:23
تلد هذه الأنثى مرة كل عامين أو 3 أعوام،
06:24 - 06:27
لذا كل صغير حوت أزرق ثمين جداً.
06:32 - 06:36
ستنمو صغيرة الحوت الأزرق 3 طن شهرياً.
06:48 - 06:52
في ما سبق،
كان يُوجد أكثر من 300 ألف حوت أزرق،
06:53 - 06:56
ولكن في القرن السابق، تمّ صيدها بلا رحمة،
06:57 - 07:00
ونجا بضعة آلاف منها فحسب.
07:10 - 07:11
أصبحت الحيتان الزرقاء محمية الآن،
07:13 - 07:15
وتزداد أعدادها ببطء.
07:20 - 07:24
قريباً، سترحل هذه الصغيرة
عن هذه المياه المحميّة
07:24 - 07:26
لتطوف أعالي البحار.
07:37 - 07:42
ظننّا من قبل أن أعالي البحار
أكبر من أن نتمكّن من تدميرها،
07:46 - 07:50
ولكننا الآن نعرف أن موطنها
في المحيط مهدّد
07:50 - 07:52
أكثر من أي وقت مضى.
08:02 - 08:07
هنا في المحيط الأزرق الكبير،
تبقى بعض الأماكن النقيّة
08:08 - 08:12
لتذكّرنا بالغنى الذي يمكن للمحيطات
أن تكون عليه.
08:23 - 08:25
الدلافين الدوّارة.
08:28 - 08:32
في المحيط الهادئ،
قرب سواحل "كوستاريكا"، في "أمريكا الوسطى"،
08:32 - 08:34
تبدأ بالتجمّع في أعداد ضخمة.
08:38 - 08:40
تعيش الدلافين الدوّارة في أسراب،
08:40 - 08:44
مجموعة من الأفراد
المرتبطة بعلاقات اجتماعية معقّدة.
08:56 - 08:59
تتلامس الدلافين دائماً وتتحدّث مع بعضها،
08:59 - 09:03
باستخدام لغة من الطقطقات والصفير.
09:10 - 09:12
تتعقّبها تونة الزعنفة الصفراء.
09:16 - 09:19
تعتمد التونة على الدلافين لإيجاد الطعام.
09:21 - 09:24
يبحث الجميع عن نفس الفريسة.
09:27 - 09:28
الأسماك الفانوسية.
09:29 - 09:31
أكثر الأسماك عدداً في الكوكب،
09:38 - 09:40
لا يتعدّى حجمها طول الإصبع،
09:40 - 09:43
وتقضي الأسماك الفانوسية معظم وقتها
مختبئةً في الأعماق.
09:45 - 09:49
لذا، بالرغم من وفرتها المذهلة،
فنحن لا نصطادها.
09:53 - 09:56
إنها واحدة من الأسماك القليلة
التي ما زالت تزدهر.
10:00 - 10:06
مع اقترابه من فريسته،
يزداد سرب الدلافين عدداً.
10:11 - 10:14
قد يضمّ هذا السرب أكثر من 10 آلاف دلفين.
10:25 - 10:29
مقابل كل دلفين يسبح على السطح،
يُوجد 20 آخرين في القاع.
10:55 - 10:58
باستخدام تحديد المواقع بالصدى،
وهو نوع من السونار،
10:59 - 11:02
تستطيع الدلافين
رصد الأسماك الفانوسية في القاع
11:02 - 11:04
ودفعها إلى السطح.
11:20 - 11:22
إنها تحرس الجانب السفلي من السرب
11:23 - 11:26
لتمنع فريستها من الهرب مرة أخرى إلى القاع.
11:43 - 11:45
حالما تشبع الدلافين،
11:45 - 11:48
ما زال هناك المزيد
للأسماك المفترسة الأخرى.
12:02 - 12:04
تنقضّ أسماك الشفنين الطائر.
12:16 - 12:20
لتزيد من حصيلتها،
تهاجم أسماك الشفنين في تشكيل.
12:44 - 12:48
جدار من أفواه تغرف الفرائس.
13:00 - 13:02
لأننا لا نصطادها،
13:02 - 13:06
تزدهر الأسماك الفانوسية والأسماك المفترسة.
13:12 - 13:17
كل تلك الأسماك الصيّادة
لم تؤثّر في السرب الضخم.
13:20 - 13:26
معظم الحياة في المحيط المفتوح
متركّزة في طبقة سطحية رقيقة،
13:26 - 13:29
حيث تكون أشعة الشمس الأقوى.
13:33 - 13:38
هذا العمق الضحل المشمس يُخصّب بطريقة مدهشة.
13:41 - 13:45
تخرج الدلافين فضلاتها
وتلعب بذلك دوراً حيوياً
13:45 - 13:49
في إعادة تدوير المغذّيات
من الأعماق إلى السطح.
13:54 - 13:56
هذا الروث البحري
13:56 - 14:02
يساعد على دعم أساس كل أنواع الحياة
في المحيط المفتوح.
14:11 - 14:13
العوالق النباتية.
14:14 - 14:17
وهي نباتات مجهرية هائمة.
14:19 - 14:23
تدمج بين المغذّيات في مياه البحر
مع الطاقة من الشمس
14:23 - 14:27
لتصنع أساس كل سلسلة غذائية هنا.
14:32 - 14:36
لذا، كل الحيوانات، من أصغر الأسماك
إلى أضخم الحيتان،
14:37 - 14:41
تعتمد في النهاية على هذه النباتات الصغيرة
من أجل الطعام.
14:44 - 14:49
وفي المقابل،
تستفيد العوالق النباتية من المغذّيات
14:49 - 14:51
التي تخرجها هذه الحيوانات.
14:56 - 15:03
والأهم هو أن العوالق النباتية تنتج
نصف الأكسجين في الهواء الذي نتنفّسه.
15:05 - 15:07
لذا، حيثما تعيش،
15:07 - 15:10
يمكنك أن تشكر هذه النباتات الرائعة الصغيرة
15:10 - 15:12
على كل نصف الهواء الذي تتنفّسه.
15:18 - 15:22
في الظروف المثالية، يمكنها أن تزهر إلى حدّ
15:24 - 15:28
أن مساحات شاسعة من المحيط
تتحوّل إلى اللون الأخضر.
15:45 - 15:51
تلعب العوالق النباتية
دوراً بالغ الأهمّيّة في تشكيل السحب.
16:01 - 16:03
الرطوبة التي تتبخّر من المحيط
16:04 - 16:07
تتكثّف حول جزيئات صغيرة
تصنعها العوالق النباتية.
16:13 - 16:17
تتجمّع هذه القطرات لتنمو إلى سحب عملاقة.
16:24 - 16:28
يمكنها أن ترتفع إلى 20 كيلومتراً
في الغلاف الجوّيّ.
16:48 - 16:53
هذه السحب المحيطية تعكس الطاقة الشمسية
لتعود إلى الفضاء،
16:54 - 16:57
وتساعد على حماية الأرض
من ارتفاع درجات الحرارة.
17:06 - 17:09
لا تنتج المحيطات فحسب
نصف الأكسجين الذي نتنفّسه،
17:10 - 17:13
إنها تتحكّم في الطقس والمناخ أيضاً،
17:14 - 17:18
وتنقل المياه العذبة مانحة الحياة
حول العالم.
17:28 - 17:33
أعالي البحار هي نظام دعم الحياة لكوكبنا.
17:40 - 17:44
تمتلك هذه القوّة لأنها ببساطة شاسعة جداً.
17:47 - 17:52
تغطّي المحيطات ثلثي الكوكب،
وهذا السطح فحسب.
17:57 - 17:59
إنها في غاية العمق أيضاً.
18:04 - 18:07
لا يمكننا الوصول
إلى هذه المساحة غير المستكشفة
18:08 - 18:12
إلّا في غوّاصات خاصّة
يمكنها تحمّل الضغط الساحق.
18:19 - 18:24
يبلغ متوسّط عمق المحيطات حوالى 4 كيلومترات،
18:25 - 18:29
ويزيد عمق أعمق نقطة عن 10 كيلومترات.
18:31 - 18:37
يشكّل العمق 95 بالمئة
من كل المساحة المتاحة للحياة.
18:45 - 18:50
هذا العالم الغريب
هو موطن مخلوقات غريبة وغامضة.
18:56 - 18:59
وهذا المخلوق من أغربها.
19:13 - 19:18
لسنوات، لم نعرف بوجودها
إلّا حينما يظهر أحدها على الشاطئ أحياناً.
19:24 - 19:27
لم يرها أحد تقريباً على قيد الحياة.
19:35 - 19:37
السمك المجدافي.
19:39 - 19:41
يبلغ طوله 10 أمتار.
19:53 - 19:54
معلّق رأسياً،
19:54 - 19:57
ويستخدم موجات إيقاعية
على طول زعنفته الظهرية،
19:58 - 20:02
ينتقل السمك المجدافي بسهولة
بين السطح والأعماق.
20:09 - 20:13
لا يُوجد ضوء كاف للنباتات لتنمو
في أعماق تتخطّى 200 متر،
20:14 - 20:18
لذا تعتمد أسماك قاع البحار
على الطعام الذي يغوص من السطح:
20:20 - 20:21
الثلج البحري.
20:25 - 20:29
يهيم قنديل أعماق البحار ومجسّاته ممتدّة
20:30 - 20:31
ليوقع فريسة في شرك.
20:35 - 20:39
إنها تعيش في كل المحيطات،
حتى عمق 7 كيلومترات.
20:44 - 20:46
العمق شاسع جداً
20:46 - 20:50
وقد تكون هذه أكثر القناديل عدداً.
20:55 - 20:58
كنا نعتقد أن الأعماق
لا تدعم الكثير من الحياة،
20:59 - 21:01
ولكن يعتقد العلماء الآن
21:01 - 21:05
أن الأسماك التي تعيش هنا
تبلغ 10 أضعاف ما كنا نظنّ.
21:08 - 21:11
لذا، لا بدّ أنه تُوجد أنواع كثيرة لنكتشفها.
21:27 - 21:33
هذا الحيوان القشري من الأعماق،
"سيستيسوما"، شفّاف كالزجاج.
21:37 - 21:39
يختبئ على مرأى النظر.
21:43 - 21:45
عند حدود الضوء في الأعماق،
21:45 - 21:51
قد يشكّل الاختفاء الفرق بين إيجاد وجبة
والتحوّل إلى وجبة.
21:56 - 21:59
تجهد عيناه الضخمتان للرؤية في الظلام.
22:09 - 22:13
لا ضوء يصل إلى أعمق من ألف متر.
22:18 - 22:21
في هذا الظلام، تصنع الكائنات ضوئها الخاصّ.
22:24 - 22:25
الإضاءة الحيوية.
22:29 - 22:36
شرك لامع يغري الضحايا
بالدخول بين أسنان سمكة التنّين المرعبة.
22:42 - 22:47
في معظم البعثات إلى العمق،
يدهشنا شيء جديد.
22:54 - 22:57
سمكة أبو شص في أعماق البحر.
23:00 - 23:03
مجموعتها المدهشة من المجسّات
23:03 - 23:08
ستكتشف حتى أدقّ حركات فريسة
تنجذب إلى شركها.
23:15 - 23:20
هنا، في المياه الوسطى العميقة،
تتحلّى الأسماك المفترسة بالصبر.
23:38 - 23:40
في النهاية، نصل إلى القاع،
23:42 - 23:44
على عمق ألف متر تقريباً.
23:49 - 23:53
تغطّي سهول أعماق البحار
أكثر من نصف سطح الأرض،
23:56 - 23:59
ومع ذلك نعرف عن سطح القمر
أكثر مما نعرفه عنها.
24:06 - 24:10
الكيميرا، نسيبة قديمة للقرش،
24:10 - 24:11
يصل طولها إلى مترين.
24:19 - 24:24
أنواع قليلة بهذا الحجم
يمكنها العيش على قاع البحر القاحل.
24:29 - 24:32
تتحرّك ببطء لتحافظ على طاقتها،
24:32 - 24:36
تستخدم مجسّات كهربائية حول أفواهها
24:36 - 24:40
للبحث عن الفرائس الشحيحة
المدفونة في الرواسب.
24:49 - 24:55
يمكن للنتوءات الصخرية المرتفعة
من قاع البحر أن تكون واحةً في هذه الصحراء.
24:59 - 25:02
أتى قرش الرمل الببري هذا إلى هنا
لسبب وجيه.
25:06 - 25:08
أسفل سطح البحر بـ500 متر
قرب ساحل "فلوريدا"،
25:09 - 25:11
مكان نادر تزدهر فيه الحياة.
25:19 - 25:22
"لوفيليا". شعاب أعماق البحار المرجانية.
25:39 - 25:41
كنا نعتقد أن المرجان
25:41 - 25:43
لا يتواجد إلّا في المياه
الدافئة والضحلة والمشمسة.
25:46 - 25:52
ولكن تغطّي شعاب أعماق البحار
منطقة من قاع البحار
25:52 - 25:54
أكبر من تلك الموجودة في المياه الضحلة.
26:03 - 26:05
هذه الغابات تحت الماء
26:05 - 26:10
توفّر ملاذاً وطعاماً لمجتمع مزدهر
من الحياة البحرية.
26:15 - 26:19
إنها أيضاً حاضنة
للكثير من مخلوقات أعماق البحار.
26:29 - 26:33
يتكوّن المرجان من الكثير من الكائنات
التي تشبه شقائق النعمان،
26:34 - 26:39
إنها نوع من المديخ يعيش في مستعمرات
يربط بينها هيكل صلب.
26:47 - 26:50
يمتلك المديخ خلايا لاسعة في مجسّاته
26:50 - 26:54
لتكمن للفرائس المارّة، مصدر طعامها الوحيد.
27:00 - 27:03
ولكنها لا تتمكّن دائماً من الاحتفاظ بصيدها.
27:06 - 27:10
أنشأت دودة حلقية عديدة الأشواك منزلها
بين المرجان.
27:17 - 27:20
إنها تتفقد المديخ بحثاً عن لقيمات
تمّ اصطيادها حديثاً،
27:22 - 27:24
وتسرقها من المرجان.
27:27 - 27:31
ولكن هذه السرقة هي ضريبة حماية.
27:37 - 27:41
قنافذ البحر تهاجم وتأكل المرجان.
27:44 - 27:45
حان وقت الانتقام.
27:47 - 27:52
قد يمتلك القنفذ أشواكاً حامية،
ولكن الدودة تمتلك سلاحاً صادماً،
27:54 - 27:55
وتنطلق للهجوم.
28:18 - 28:20
تمّ توديع القنفذ،
28:22 - 28:25
وأنقذت الدودة منزلها.
28:27 - 28:29
مثل معظم الكائنات في أعماق البحار،
28:31 - 28:34
ينمو هذا المرجان ببطء شديد.
28:36 - 28:39
قد تبلغ أعمار بعض الشعاب 40 ألف عام.
28:41 - 28:46
بالرغم من وجوده على عمق هائل،
ما زال هذا المرجان في متناولنا.
28:53 - 28:56
شباك الصيد من أعماق البحار
التي تمّ جرّها عبر قاع البحر
28:56 - 28:59
تحوّل الشعاب الهشّة إلى أنقاض.
29:01 - 29:06
تعرّض نصف كل المرجان في أعماق البحار
إلى التدمير بالفعل.
29:07 - 29:10
ستحتاج هذه المجتمعات إلى قرون لتتعافى.
29:23 - 29:25
بعيداً عن حدود أي دولة،
29:26 - 29:29
أعالي البحار جامحة وبالكاد محميّة.
29:33 - 29:36
أكثرها جموحاً، المحيط الجنوبي.
29:38 - 29:40
موطن طائر القطرس.
29:49 - 29:53
يعيش القطرس حياة منعزلة بعيداً في البحر.
29:59 - 30:02
يمكنه الارتحال مئات الكيلومترات يومياً،
30:02 - 30:05
وعادةً لأسابيع في كل مرة، بحثاً عن الطعام.
30:10 - 30:13
أسد بحر ميّت هو فرصة نادرة.
30:24 - 30:26
طيور النوء العملاقة هي أول الواصلين.
30:29 - 30:33
تستخدم منقارها القوي لشقّ الجيفة.
30:35 - 30:37
تُعرف باسم طيور البحر الجارحة،
30:37 - 30:40
إنها أفضل آكلة جيف في مياه القطب الجنوبي.
30:54 - 30:58
يمتلك القطرس أسود الجبين حاسّة شمّ مدهشة،
30:58 - 31:01
ويمكنه تتبّع رائحة من على بعد 20 كيلومتراً.
31:06 - 31:09
يجب أن يملأ القطرس أسود الجبين فمه
حالما يستطيع.
31:14 - 31:19
تتنمّر بها طيور النوء العملاقة
والأكثر عدوانية.
31:37 - 31:39
طائر نوء "ويلسون" أصغر من أن تتنافس،
31:39 - 31:42
وتلتقط الفتات من على أطراف الوليمة.
31:48 - 31:53
طيور النوء الضعيفة هذه
هي أكثر الطيور البحرية عدداً
31:53 - 31:55
لأنها موجودة في كل المحيطات.
32:03 - 32:07
عندما تتجمّع هذه الطيور المنعزلة
عادةً بهذا الشكل
32:07 - 32:12
نقدّر ثراء الحياة التي تدعمها أعالي البحار.
32:25 - 32:29
يصل قطرس جوّال أخيراً.
32:37 - 32:41
فيحجب الطيور الأخرى بحجمه
ويستخدم حجمه العملاق،
32:42 - 32:45
وجناحيه اللذين يبلغ طولهما 3 أمتار،
ليهيمن على المكان.
32:56 - 32:58
حتى طيور النوء العملاقة تتراجع.
33:11 - 33:14
يحصل القطرس الجوّال أخيراً على نصيبه.
33:26 - 33:29
في السنوات الأخيرة،
القطرس والطيور البحرية الأخرى
33:30 - 33:31
تتناقص أعدادها باستمرار.
33:33 - 33:36
حاجتها للسفر مسافات كبيرة تعرّضها
33:37 - 33:41
لأخطار المحيط الذي يعاني من سوء التنظيم
وفرط الاستغلال.
33:43 - 33:46
إنها مشكلة لكل صيّادي أعالي البحار.
33:50 - 33:55
تعبر هذه العمالقة المحيطات بحثاً عن الطعام.
33:58 - 34:03
يمكن لطولها أن يتخطّى 3 أمتار
وتزن نصف الطن.
34:10 - 34:11
التونة زرقاء الزعنفة.
34:14 - 34:18
إنها انسيابية بشكل مثالي
وجسدها مهيّئ للسرعة.
34:23 - 34:27
إنها تصطاد في قطعان كبيرة،
تحتوي على المئات منها.
34:50 - 34:53
الهدف هو سرب من الأنشوفة.
35:08 - 35:13
تجمع الأنشوفة برفق في كرة صغيرة عند السطح،
35:16 - 35:18
وبحرص كي لا تصيبها بالذعر.
35:40 - 35:42
هذا صيد منسّق بعناية.
35:42 - 35:44
تتبادل أسماك التونة الأدوار،
35:44 - 35:47
تهاجم من نفس الاتّجاه
لإبقاء الأنشوفة هاربةً.
35:56 - 36:01
بعد ملء فمها بالطعام، تنفصل كل سمكة تونة
لتأخذ دورها في المؤخّرة.
36:02 - 36:05
تستمرّ في الهجوم موجة تلو الأخرى.
36:21 - 36:23
لقوّتها وسرعتها المدمرّة،
36:24 - 36:28
تُعدّ التونة زرقاء الزعنفة
من أكثر صيّاديّ المحيط إثارةً للإعجاب.
36:39 - 36:43
وهي أيضاً من أثمن الأسماك في البحر.
36:46 - 36:50
قيّمة جداً حتى أن تونةً زرقاء الزعنفة واحدة
يمكن أن تُباع في "اليابان"
36:50 - 36:52
لقاء أكثر من مليون دولار.
36:55 - 36:57
لذا، ربما من الحتمي
36:57 - 37:00
أنها تعرّضت للصيد حتى أوشكت على الانقراض.
37:05 - 37:09
ليست التونة زرقاء الزعنفة وحدها في خطر.
37:13 - 37:15
عقود من الصيد الجائر
37:16 - 37:19
تركت كميات أسماك كثيرة في هبوط حادّ.
37:22 - 37:25
فقدنا ثلث الأسماك تماماً.
37:29 - 37:32
تلوّث البلاستيك هو مشكلة ضخمة لمحيطاتنا،
37:33 - 37:37
ولكن الصيد الصناعي الجائر أكثر خطورة.
37:39 - 37:42
إن استمررنا في حصاد البحار بهذه الطريقة،
37:43 - 37:46
لن تنهار الثروات السمكية فحسب.
37:48 - 37:51
قد يتبعها نظام المحيط بأكمله.
37:58 - 38:02
يُقتل 100 مليون قرش سنوياً،
38:04 - 38:06
لإعداد حساء زعنفة القرش فحسب.
38:16 - 38:21
اختفى 90 بالمئة من صيّاديّ المحيط الضخمين.
38:25 - 38:31
من دون وجودها في قمّة السلسلة الغذائية،
مجتمع الحياة البحرية بأكمله
38:31 - 38:35
يتناقص ويتغيّر بشكل يتخطّى الإدراك.
38:56 - 39:00
الحبّار يستبدل الأسماك بشكل متزايد.
39:07 - 39:12
استنفدنا الأسماك التي تفترسها وتنافسها،
39:13 - 39:15
والحبّار يسود ويهيمن،
39:19 - 39:23
وهو مؤشّر على اختلال خطير في المحيطات.
39:29 - 39:33
يتكاثر الحبّار بسرعة،
وينجب الكثير من الصغار التي تنمو بسرعة،
39:35 - 39:40
لذا يمكنه سريعاً استغلال الفجوات
التي تركتها الأسماك التي قمنا بصيدها.
39:42 - 39:44
تضع بيوضها في أكياس على قاع البحر.
39:44 - 39:49
ينمو الصغار بسرعة أكبر
في هذه المياه الدافئة والضحلة.
39:52 - 39:55
بهذه التغييرات الجذرية في الغذاء البحري،
39:55 - 39:58
على الكائنات المفترسة أن تتأقلم.
40:02 - 40:06
تفضّل أسود البحر التهام فرائس غنيّة بالطاقة،
40:06 - 40:08
مثل الأنشوفة والسردين،
40:09 - 40:11
ولكن بسبب قلّة أعدادها،
40:11 - 40:14
فهي مجبرة على الاعتماد أكثر
على غذاء من الحبّار.
40:19 - 40:22
نحن أيضاً سنُجبر على تغيير المأكولات البحرية
التي نتناولها
40:23 - 40:25
إن استمررنا بالصيد كما نفعل.
40:29 - 40:33
ولكن إن قمنا بالاصطياد من المحيطات
بأسلوب مستدام،
40:34 - 40:36
فيمكنها أن تصبح منتجةً بشكل مذهل،
40:37 - 40:40
وستوفّر لنا طعاماً غزيراً.
40:46 - 40:49
تُوجد مؤشّرات بالفعل أن المحيطات تملك القوّة
40:49 - 40:52
لتتعافى بسرعة مذهلة.
41:01 - 41:03
الحيتان الحدباء.
41:11 - 41:13
إنها تعيش في كل المحيطات،
41:13 - 41:16
ترتحل عبر أعالي البحار،
من منطقة طعامها القطبية
41:16 - 41:18
إلى المدار الاستوائي، حيث تتكاثر.
41:22 - 41:26
ومع ذلك، لم تتمتّع الحيتان
بهذه الحرّيّة دائماً.
41:29 - 41:33
في الماضي،
كان يُوجد أكثر من 100 ألف حوت أحدب
41:33 - 41:34
في المحيطات،
41:35 - 41:39
ولكن في القرن الماضي،
تمّ اصطيادها حتى شارفت على الانقراض.
41:44 - 41:48
لم ينج سوى بضعة آلاف من المذبحة.
41:56 - 41:58
قادت احتجاجات شعبية ضخمة
41:59 - 42:04
إلى حظر الصيد التجاري للحيتان أخيراً
في عام 1986.
42:07 - 42:12
منذ ذلك الحين،
تزداد أعداد الحيتان الحدباء باستمرار.
42:18 - 42:21
إنها تعود إلى منطقة طعام أجدادها،
42:21 - 42:24
مثل المتواجدة قبالة سواحل "جنوب أفريقيا".
42:33 - 42:37
إنها تتجمّع لتستغلّ الوفرة الموسمية
لقرديس البحر،
42:38 - 42:40
وهي قشريات تشبه القشريات.
42:52 - 42:55
تأخذ الحيتان ملء فمها من المياه،
42:56 - 42:59
تحتجز قرديس البحر
بمناخل من الشويكات الدقيقة
42:59 - 43:00
الموجودة على طول فكّيها.
43:22 - 43:25
يمكن لكل حوت أن يأكل أكثر من طن يومياً.
43:56 - 43:58
مع وفرة الغذاء،
43:58 - 44:01
تأتي فقمات الفراء لتحصل على حصّتها.
44:24 - 44:29
لم نكن لنتخيّل رؤية هذه المشاهد المذهلة
قبل بضع سنوات.
44:45 - 44:49
إنها تشكّل مجموعات ضخمةً، تتكوّن من المئات.
45:11 - 45:17
هذا أكبر تجمّع للحيتان منذ قرن.
45:37 - 45:41
تعيد الحيتان تدوير المغذّيات
التي تخصّب سطح المياه،
45:42 - 45:44
والتي تدعم نموّ العوالق النباتية
45:45 - 45:50
التي بدورها تطعم قرديس البحر
في دائرة مثالية ذاتية الاكتفاء.
45:53 - 45:56
نعرف الآن أن مجتمعاً صحّيّاً
من الكائنات المفترسة الضخمة،
45:57 - 46:00
مثل الحيتان والدلافين والتونة والقروش،
46:01 - 46:04
جوهري من أجل محيط يعمل بكفاءة.
46:07 - 46:11
والمحيط الفعال ضروري لصحّة كوكبنا
46:18 - 46:20
في تعاف مذهل،
46:20 - 46:24
عادت الحيتان الحدباء تقريباً
إلى أعدادها الأصلية.
46:27 - 46:29
ولكن في خلال ذلك الوقت،
46:29 - 46:32
تسبّبنا في ضرر للمحيط
46:32 - 46:34
أكثر من أي وقت مضى في التاريخ البشري.
46:44 - 46:47
بالتعاون العالمي فحسب،
46:47 - 46:51
ستتعافى محيطاتنا وتزدهر من جديد.
46:55 - 46:58
أنقذنا الحيتان باتّفاقية دولية.
47:01 - 47:05
الآن، حان الوقت لإنقاذ محيطاتنا.
47:17 - 47:20
الرجاء زيارة الموقع الظاهر على الشاشة
47:20 - 47:24
لمعرفة ما علينا فعله الآن
لحماية أعالي البحار.
48:20 - 48:22
ترجمة "ناجي بهنان"